جامعة أبوظبي تنظم النسخة التاسعة من مسابقة "الفن من أجل التوحد"
: نظمت جامعة أبوظبي النسخة التاسعة من مسابقة "الفن من أجل التوحد" يوم 24 أبريل ضمن حرمها الرئيسي، وذلك في إطار التزامها بدعم التعليم الشامل وتعزيز التفاعل المجتمعي. وتنسجم هذه الفعالية، التي تم تنظيمها بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وجمعية الإمارات للتوحد، مع الخطط الوطنية في دولة الإمارات لتعزيز الإدماج الاجتماعي والاستراتيجية الوطنية لتمكين أصحاب الهمم. وجاءت المسابقة تزامناً مع شهر التوعية بالتوحد والحملة العالمية "الإنارة الزرقاء" بهدف تسليط الضوء على القدرات الفنية والمواهب الاستثنائية لذوي اضطراب طيف التوحد، وتعزيز فهم المجتمع لهم عبر قوة الفن ودوره المؤثر في التعبير والتواصل.
وشهدت مسابقة هذا العام مشاركة أكثر من 110 عملًا فنياً قدمها طلاب من مدارس الدمج ومراكز متخصصة من مختلف أنحاء الدولة. ولم يتم تحديد موضوع محدد للأعمال، بل تم تشجيع المشاركين على إطلاق العنان لإبداعهم ومنحهم كامل الحرية للتعبير عن أفكارهم، الأمر الذي أثمر عن مجموعة متنوعة وغنية من الأعمال الفريدة التي عُرضت في القاعة الرئيسية لجامعة أبوظبي، حيث قامت لجنة تحكيم متخصصة بمراجعتها بدقة. وتم اختيار الفائزين ضمن فئتين عمريتين: من 6 إلى 11 عاماً ومن 12 إلى 25 عاماً حيث جرى تكريمهم بناءً على معايير الإبداع والتقنية الفنية وقوة التعبير الشخصي.
وضمن الفئة العمرية من 6 إلى 11 عامًا، حصد المركز الأول كل من خليل عمرو بركات، ولطيفة أحمد القايدي، وأحمد لوكوف من مركز دبي للتوحد. وجاءت الطالبة ناسك الصباح من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية – فرع خورفكان في المركز الثاني، في حين فاز بالمركز الثالث مناصفةً كل من سليم سارلي من مركز دبي للتوحد، ورزان قاسم من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية – فرع خورفكان.
وفي الفئة العمرية من 12 إلى 25 عامًا، فاز بالمركز الأول كل من لانس غافين توليدو، وروضة البحراني، وغيث علي حسن من مركز دبي للتوحد. أما المركز الثاني، فقد حصل عليه كل من عالية صديقي خان ودينال إكانايكي من مركز النور لتدريب أصحاب الهمم، بالإضافة إلى حمدان سالم المري من مركز دبي للتوحد. وفيما يخص المركز الثالث، فقد فاز به كل من روهيثباريثي راماكريشن وفيدييش فينيوث من مركز النور لتدريب أصحاب الهمم، إلى جانب مها المزروعي من مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص.
وبهذه المناسبة، قالت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون: "تسرّنا شراكتنا المستمرة مع جامعة أبوظبي في إطلاق مسابقة "الفن من أجل التوحّد" في دورتها التاسعة، مع ما تعنيه هذه الشراكة من دور كبير مشكور لجامعة أبوظبي في ترجمة المسؤولية الاجتماعية والتنمية، ما يعكس تظافر جهودنا معاً في خدمة أصحاب الهمم من ذوي التوحّد، والعمل على تمكين دمجهم في المجتمع وترسيخ بيئة داعمة لهم".
وتابعت سعادتها: "طوال ربع قرن مضى، أسهمت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في بناء منصات التفكير المبدع والخلاق، بفكر متجدد حر، وإيمان عميق بالاستثمار في الإنسان، مع التركيز على ركيزتين أساسيتين في عملنا هما الاستثمار في الشباب وتقدير وتنمية قدرات أصحاب الهمم، استمراراً لبرنامجنا المستدام الذي نظّمناه تحت شعار "ثقافة العزم: معاً للاندماج" متضمناً مجموعة كبيرة من الفعاليات الفنية والمجتمعية التعليمية ومن أبرزها سلسلة الحوارية مع الأبطال من أصحاب الهمم "حكايات العزم" التي تسلط الضوء على المنظومة الوطنية المتكاملة لدمج وتمكين أصحاب الهمم من الإسهام في نهضة وريادة الدولة إقليمياً وعالمياً".
ومن جانبه، قال البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي: "نؤمن في جامعة أبوظبي بأن الإدماج ليس مجرد مبدأ، بل ممارسة حقيقية تسهم في بناء مجتمعات مزدهرة. وتبرز أهمية مسابقة 'الفن من أجل التوحد' في تشجيعها على عرض الإبداعات الفنية وتشكيلها جسراً يربط بين الناس ويبرز قوة الفن والتعليم في إحداث التغيير. ومن خلال مبادرات كهذه، نسعى إلى إلهام وتمكين الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد، ليُنظر إليهم ليس فقط من خلال احتياجاتهم، بل عبر نقاط قوتهم وقدراتهم".
وأضاف: "مع استمرار تقدم مسيرة التعليم الشامل في دولة الإمارات، نؤكد التزامنا بتهيئة بيئات تعليمية تتيح لكل طالب المساهمة والتطور والنمو والاحتفاء بإنجازاته. ونعرب عن شكرنا العميق لجميع من شاركوا في نجاح مسابقة هذا العام، من الفنانين الشباب إلى المعلمين والأسر، الذين ساهموا في تجسيد قيم الإبداع والتعاون والهدف المشترك."
وحظيت المسابقة بدعم كبير من وزارة التربية والتعليم وجمعية الإمارات للتوحد، ما ساعد على توسيع نطاق المشاركة لتشمل مدارس الدمج والمراكز المتخصصة في مختلف أنحاء الدولة. وشملت قائمة المؤسسات المشاركة كلاً من مركز دبي للتوحد، ومركز النور لتدريب أصحاب الهمم، ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ومركز محمد بن راشد للتعليم الخاص، ومركز راشد لأصحاب الهمم، إلى جانب عدد آخر من المؤسسات.
واستمراراً لفعاليات شهر التوعية بالتوحد، وتماشياً مع رؤية دولة الإمارات في تعزيز التفاعل المجتمعي وترسيخ مبادئ الشمول، نظمت جامعة أبوظبي، في 30 أبريل، النسخة الخامسة من ندوة اضطرابات طيف التوحد. وجمع الحدث نخبة من الخبراء والمختصين والمهتمين، لاستكشاف آفاق جديدة في مجال التعليم الشامل والداعم للتنوع العصبي، وذلك عبر سلسلة من الجلسات التفاعلية والمستقبلية.