جامعة أبوظبي تختتم المؤتمر الدولي الثاني للتعليم بمشاركة 250 خبير عالمي
تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، اختتمت جامعة أبوظبي بنجاح فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للتعليم في حرمها الجامعي بمدينة العين. وجمع المؤتمر في نسخته الثانية 250 من الخبراء العالميين والمعلمين وصناع القرار لاستكشاف الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم الذي يقود نحو نقلة نوعية في هذا المضمار. وينسجم المؤتمر مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف لتوجيه قطاع التعليم نحو مستقبل مدعوم بأحدث التقنيات.
وشهد حفل الافتتاح كلمة ملهمة من معالي زكي نسيبة، المستشار الثقافي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، شدد خلالها على أهمية تعاون المؤسسات الثقافية والأكاديمية لتأسيس منظومة تعليمية شاملة ومتكاملة ومستعدة للمستقبل وتتسم بقدرة عالية على الابتكار.
وتحت شعار "تعزيز ممارسات التعليم من خلال الذكاء الاصطناعي"، تم تنظيم المؤتمر بالتعاون مع مؤسسات رائدة مثل "اليونسكو-رابطة التعليم والتدريب"، وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، ومنظمة "أدفانس إتش إي"، وجامعة فلوريدا. واستمر المؤتمر لمدة يومين، حيث شكل منصة استراتيجية لبحث التأثير العميق للذكاء الاصطناعي على التدريس والتعلم وقيادة المؤسسات التعليمية، مع التركيز على بعض القضايا الأكثر إلحاحاً في مجال التعليم اليوم. وشملت المناقشات استراتيجيات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الوصول إلى الطلاب من أصحاب الهمم، بالإضافة إلى ضمان وجود أطر أخلاقية عند دمج الذكاء الاصطناعي في تصميم المناهج والتقييمات. وكانت المواضيع المطروحة متوافقة مع الأولويات الوطنية والعالمية التي تدعو إلى أنظمة تعليمية شاملة مدعومة بالتكنولوجيا وجاهزة للمستقبل.
وقال البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي: "يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل ملامح التعليم في جميع أنحاء العالم، ونحن في جامعة أبوظبي ملتزمون بقيادة هذا التحول في المنطقة. ويُبرز هذا الحوار السنوي قوة التعاون، حيث يجتمع المعلمون وصناع القرار والخبراء العالميون لتبادل الرؤى، ومواجهة التحديات، وابتكار حلول جديدة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم. ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في إعادة تعريف طرق نقل المعرفة واستيعابها، أصبح من الضروري أن تسهم المؤسسات التعليمية بدور فاعل لتطوير هذه التحولات التكنولوجية وتبنيها بأفضل شكل ممكن. وتضمن مثل هذه الشراكات أن تبقى برامجنا التعليمية شاملة ومتقدمة، بما يتماشى مع التوجهات العالمية والأولويات الوطنية، ويعدّ الطلاب والمعلمين بالمهارات ليتمكنوا من تحقيق النجاح في مشهد الاقتصاد المعرفي متسارع التطور".
وتضمنت الجلسات الرئيسية في المؤتمر محاضرات من خبراء دوليين بارزين، مثل الدكتور أيمن الباز من جامعة لويفيل، والدكتور إسلام ركيك من كلية إمبريال في لندن، والسيدة فيك ستيفنسون من "أدفانس إتش إي"، وغيرهم. وقدمت هذه الجلسات أساسًا لبدء مناقشات مستقبلية حول جاهزية المؤسسات التعليمية، والتمكين من الذكاء الاصطناعي، والتوازن الحاسم بين الابتكار والأخلاقيات. وتلا ذلك مجموعة من النقاشات المركزة والعروض البحثية التي تناولت مواضيع متنوعة، بدءًا من دور الذكاء الاصطناعي في تحويل المناهج الدراسية، إلى النماذج التعليمية المستدامة، وقيادة دمج الذكاء الاصطناعي في المؤسسات التعليمية.
من جانبه، قال الدكتور محمد فتيحة، رئيس المؤتمر ومدير حرم جامعة أبوظبي في العين: "يعكس هذا المؤتمر التزامنا بخلق بيئات تعليمية شاملة وممكّنة بالذكاء الاصطناعي، تُعد الطلاب ليتمكنوا من التأقلم مع المشهد العالمي الآخذ في التطور بوتيرة متسارعة. من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في تصميم المناهج وأساليب التدريس، نُمكن المعلمين والطلاب من التكيف مع المستقبل وتشكيله. كما يضمن هذا النهج أن يكون خريجونا ليسوا فقط ذوي كفاءة تقنية، بل قادرين أيضًا على المساهمة بفاعلية في اقتصاد المعرفة في الإمارات وسوق العمل العالمي بشكل عام."
وفي حفل الختام، تم تكريم المشاركين وتوزيع جوائز لأفضل الأوراق البحثية، بالإضافة إلى إقامة حفل عشاء فاخر تكريمًا للضيوف الدوليين والمساهمين الأكاديميين. وفي اليوم الثالث، سيتم تنظيم جولة ثقافية في مدينة العين للمشاركين الدوليين، تتيح لهم الفرصة للتعرف على التراث الغني لدولة الإمارات واهتمامها بالتنمية الشاملة.
ومع تسارع تنفيذ استراتيجية الذكاء الاصطناعي الوطنية في الإمارات، تواصل جامعة أبوظبي لعب دور محوري في إعداد الجيل القادم من المعلمين والباحثين والقادة الذين سيشكلون مستقبل التعليم، ليس فقط في الإمارات، بل على مستوى العالم. وفي إطار تعزيز هذا التوجه، قامت الجامعة مؤخرًا بتعزيز برامجها الأكاديمية لتشمل برامج جديدة تركز على الذكاء الاصطناعي، على المستويين الجامعي والدراسات العليا، مما يجهز الطلاب بالمهارات المتقدمة والتفكير النقدي اللازمين للنجاح في عالم زاخر بالتقنيات.